قـصـــص الأنـبيـــاء

قـصـــص الأنـبيـــاء
قال تعالى ((وكلا نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤادك وجاءك فى هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين))
وقال تعالى((لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب))
الحمد لله الذى هدانا لهذا ،وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله
سنتكلم إن شاء الله عن أنبياء الله،والمرسلين الأخيار صل اللهم وسلم عليهم أجمعين الذى اختصهم الله بالمعجزات والآيات الباهرات ... وجعلهم مصابيح الهدى الين أناروا لنا السبيل، وأوضحوا لنا الطريق، داعين إلى عقيدة واحده..هى التــوحيد... على اختلاف فترات كل منهم ..فأقام بهم الدين الذى اصطفاه لهم..فجاءوا مبشرين ومنذرين .. وهذا رحمة من الله سبحانه وتعالى ليستقيم ويستوى أمر الناس.
((1)) آدم عليـه السـلام
* أول ماقصَّ الله تعالى علينا قصصهم فى القرآن الكريم من الأنبياء هو آدم أبو البشر عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
* تتلخص قصة آدم عليه السلام.. فى أن الله تعالى أخبر ملائكته أنه سيخلق بشراً من طين.. وأَمَرْهُم إذا سواه ونفخ فيه من روحه ،أن يقعوا له ساجدين ... سجودتكريم بالطبع لاسجود عبادة.
*فسجد الملائكة كلهم أجمعون ، إلا إبليس ، كان من الجن ، ففسق عن أمر ربه ... وآبىَ واستكبر..وقال:أنا خير منه ،خلقتنى من نار ،وخلقته من طين..ولهذا السبب طرده الله من الجنة.
*طلب إبليس من الله تعالى أن ينظره إلى يوم الدين.. وتوعد آدم _ الذى طُرِد بسببه من الجنة. _بأن يغوى ذريته ، ويفسدهم ، وأن يجعل أكثرهم غير شاكرين لله.. إلا عباد الله المخلصين .. فوعده الله هو وكل من أطاعه بالنار.
استخلاف الله آدم فى الأرض
*أخبر الله تعالى ملائكته أنه سيجعل آدم خليفة غى الأرض.
.ومعنى الخلافة عن الله فى الأرض : أنه سيكون له سلطان عليها، متصرفاً فى موادها، يعمرها ويزرعها ، ليجعلها ملائمه لحاجاته ولذريته من بعده.
*فقالت الملائكة :أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك.. أى نعبدك دائماً ولانعصيك أبداً .(( وكان سؤال الملائكة على وجه الاستعلام والحكمة ،وليس على وجه الأعتراض أو التنقيص لبنى آدم))
* فقال الله: إنى أعلم ما لاتعلمون..أى أعلم المصلحة فى خلق هؤلاء مأ لاأنتم تعلمون ، حيث سيوجد منهم الأنبياء والمرسلون والصالحون..
*قال عبدالله بن عمر: كانت الجن قبل آدم بألفى عام.. فسفكوا الدماء.. فبعث الله إليهم جنداً من الملائكة ، قتلوهم وطردوهم إلى جزائر البحار.
*وقال الحسن البصرى: لم يكن إبليس من الملائكة، بل من الجن... فلما أرسل الله إليهم الملائكة وقتلوهم وطردوهم .. كان إبليس ممن أُسِـرْ، فأخذوه معهم إلى السماء.
لذلك توقع الملائكة أن الأرض لن يخلق فيها إلا من يكون بهذه المواصفات
# أراد الله تعالى أن يبيبن للملائكة شرف آدم عليهم فى العلم.. فعلمه الله
أسماء جميع الأشياء التى فى الجنة.. والهمه بإن يضع إسم لكل ماتقع عليه عينُه.. من أشجار ،وثمار،وأدوات ،وحيوان،وكل مايحتاج إليه ،ومايتلذذ به فى تلك الدار.
بخلاف الملائكة.. فإنهم لايعلمون بأسماء هؤلاء ،لأنهم لايحتاجون إلى أى شىء منها..لأنهم لايأكلون ولايشربون.
قال تعالى:وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لاعلم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
خلق حَواء من آدم ودخـولهما الجنـة
# لما أسكن الله آدم الجنة .. وكان ليس فيها من أحد ... أحسَّ بالوحشة ..فنام .. ولما استيقظ .. وجد عند رأسه إمرأة خلقها الله من ضلعه ..فسألها : من أنتِ..قالت:إمرأة ، قال:ولما خُلِقْتِ؟.. ، قالت: لتسكن إلىّ..
فقالت الملائكة :لينظرون مابلغ من علمه..ما إسمها يا آدم؟.. قال:حواء ، قالوا:ولما كانت حواء؟..قال: لإنها خُلقت من شىء حىّ.
#أمر الله آدم أن يسكن هو وزوجه الجنة.. وأباح لهما كل شىء فى الجنة إلا شجرة معينة .. لكن إبليس وسوس لهما بالأكل منها.. وقال لهما: أن ربكما لم ينهكما عن الأكل منها إلا لأن الأكل منها يجعلكما من الملائكة، أو تكونا خالدين ،ولايقرب الموت والفناء ساحتكما ..وأقسم لهما إنى لكم من الناصحين..
نسى آدم إنه عدوه.. وأن الله حذره منه أشد الحذر
قال تعالى((إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى)) .. فأكل آدم وحواء من الشجرة.. فبدت لهما سواءتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ..ليسترا عورتيْهما .. فأخذ يجعلان ورق الجنة على هيئة الثوب الساتر.
عاتب الله آدم على مخالفته أمره.. فندم وأعتذر .. فطرده هو وحواء من الجنة .. قال تعالى((اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين ،فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم))
*قال صلى الله عليه وسلم ((احتج آدم وموسى ،فقال له موسى: انت آدم الذى اخرجتك خطيئتك من الجنة؟..فقال له آدم : وأنت موسى الذى اصطفاك الله برسالاته وبكلامه.. تلومنى على أمر قُدِر علىّ قبل أن أُخلِق؟.. فقال صلى الله عليه وسلم : فحج آدم موسى.))
كيف خلق الله آدم وذريتــه.؟
# عن النبى صلى الله عليه وسلم قال((إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، فجاء منهم الأبيض، والأحمر ،والأسود، وبين ذلك .. والخبيث والطيب ،والسهل والحزن ، وبين ذلك))
#قال صلى الله عليه وسلم (( لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ، وجعل بين عينى كل إنسان منهم وبيضا (أى :بريقاً) من نور، ثم عرضهم على آدم .. فقال: أى رب من هؤلاء؟..قال: هؤلاء ذريتك.
فرأى رجلاً فأعجبه وبيض مابين عينيه..
فقال:أى رب.. من هذا ؟
قال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له :داوود
قال: رب.. وكم جعلت عمره؟
قال: ستين سنة.
قال:أى رب .. زده من عمرى أربعين سنة.
فلما إنقضىَ عمر آدم .. جاء ملك الموت..
قال: أو لم يبق من عمرى أربعون سنة؟
قال: أو لم تعطها ابنك داوود؟
قال: فجحد ، فجحدت ذريته.. ونسى آدم فنسيت ذريته.. وخطأ آدم فخطئت ذريته.
*وفى حديث آخر((ثم عرضهم على آدم.. فقال يا آدم :هؤلاء ذريتك..واذ فيهم الأجذم ، والأبرص، والأعمى ، وانواع الأسقام.. فقال آدم : يارب .لم فعلت هذا بذريتى؟... قال: كى تشكر نعمتى.))
*وعن النبى صلى الله عليه وسلم قال ((خلق الله آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليمنى، فأخرج ذريته بيضاء كأنهم الدر.. وضرب على كتفه اليسرى، فأخرج ذريته سوداء كأنهم الحمم(أى الفحم والرماد) فقال للذى فى يمينه: إلى الجنة ولا أبالى.. وقال للذى فى كتفه اليسرى: إلى النار ولا أبالى))
قال تعالى (( واذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى))
أداب المعاملة فى الأسلام وفضل آية السجدة
# قال صلى الله عليه وسلم((لما خلق الله آدم ، ونفخ فيه الروح.. عطس .... فقال : الحمدلله.. فحمد الله بإذن الله.... فقال له ربه: يرحمك ربك يا آدم .. إذهب إلى أولئك الملائكة، إلى ملاْ منهم جلوس.. فسلم عليهم .... فقال: السلام عليكم... فقالوا : وعليكم السلام ورحمة الله .... ثم رجع إلى ربه .. فقال:هذه تحيتك وتحية بينك وبينهم))
#قال صلى الله عليه وسلم((إذا قرأ بنى آدم السجدة ، فسجد .. اعتزل الشيطان يبكى.. يقول : ياويله .. أمر بنى آدم بالسجود، فسجد وله الجنة .. وأُمِرت بالسجود ، فعصيت فلى النار))
الجـــزء الثانى من الخطبة
قصــة بنى آدم : قابيل وهابيــل
كانت حواء تلد فى البطن الواحد ابناً وبنتاً.. وفى البطن التالى ابناً وبنتاً .. ثم تزوج ابن البطن الأولى من بنت البطن االتالية .. وهكذا .
أراد هابيل(الطيــب) أن يتزوج من أخت قابيل.. وكانت أخت قابيل أحسن .. فأراد قابيل أن يستأثر بها على أخيه .. وأمره آدم عليه السلام أن يزوجه إياها ، فأبى.. فأمرهما أن يقربا قربانا..
فقرب هابيل جذعة سمينة .. وكان صاحب غنم..
وقرب قابيل حزمة من زرع ردىء زرعه..
فنزلت نار.. فأكلت قربان هابيل .. وتركت قربان قابيل.
فغضب وقال: لأقتلنك حتى لاتنكح أختى..
فقال:إنما يتقبل الله من المتقين.
فغضب قابيل وقتـــله.
*قال صلى الله عليه وسلم((لاتقتل نفس ظلماً إلا كان على بنى آدم الأول كفل من دمها ،لأنه كان أول من سن القتل))
*كان هذا الاخ القتيل أول إنسان يموت فى الأرض .. ولم يكن دفن الموتى قد عرف بعد.. حمل الاخ جثة شقيقه وراح يمشى بها.. إلى أن مزق الهواء صوت طائر يصرخ.. فإذا بغراب يضع غراب ميت على الأرض .. وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ورجليه.. ثم رفع الغراب الميت بمنقاره ووضعه فى القبر.. ثم هال عليه التراب.. وطار بعدها.
وقف القاتل وانكفاأ على جثة شقيقه .. وقال : كما بين لنا الله تعالى فى كتابه الكريم((قال ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى)) واندلع حزنه على أخيه.. وأحرقه الندم.
وهكذا .. نقص أبناء آدم واحد.. وكسب الشيطان من أنباء آدم واحد.
وفـــاة آدم عليه الســـلام
حزن آدم حزناً شديداً على خسارته لولديه .. وصلى آدم على ابنه.. ثم عاد لحياته، انسان يعمل ويشقى 4 ونبياً يعظ أبناءه واحفاده.. يحدهم ويدعوهم لعباده الله وحده، ويحذرهم من ابليس ، ويحكى قصته معه.
ومرت السنوات.. وانتشر ابناؤه فى الأرض.. زكبر آدم ، وكان وجهه شاحباً ، يرقد على الفراش ، وابناؤه يقفون حوله فى انتظار وصيته.
قال آدم:أن هناك سفينة واحده لنجاة الأنسان ، هل هدى الله وسلاحاً واحداً لأنتصاره ، هو كلمات الله..
وطمأنهم أن الله لن يترك الأنسان وحده على الأرض .. إنما سيرسل أنبياؤه لهدايته وانقاذه .. وسيختلف الأنبياء فى الأسماء والصفات والمعجزات.. لكنهم سيجتمعون على شىء واحد الدعوة إلى عبادة الله وحده لاشريك له.
انتهى آدم من وصيته.. وأغمض عينيه.. ودخل الملائكة حجرته.. واحاطوا به.. وابتسم قلبه للسلام.
وَ هَبَّتْ على روحه رائحة أزهار الجنة
تمت بحمد الله ..... جزاكم الرحمن خير الجزاء